Skip to content

تحديات اللغة العربية وخدمات والتعريب

نستعرض في هذه المدونة العوامل التي تؤثر على ازدهار ونمو المحتوى العربي على الإنترنت والتحديات الشائعة التي تحول دون انتشار الترجمة العربية والتعريب على نطاقٍ واسع. على الرغم من كون اللغة العربية هي اللغة الرابعة الأكثر انتشارًا على مستوى العالم، وازدهار استخدام الإنترنت في المناطق الناطقة باللغة العربية بشكل أسرع من أي مكان آخر تقريبًا منذ عام 2000، إلا أن المحتوى العربي على الإنترنت لا يزال ضئيلاً مقارنة باللغات الأخرى. هناك العديد من العوامل التي قد تُعجّل بزيادة محتوى اللغة العربية على مواقع الويب، بما في ذلك المبادرات الأخيرة التي أطلقتها Google وMicrosoft، فضلاً عن انخفاض تكاليف الوصول إلى خدمات الانترنت في العديد من البلدان الناطقة باللغة العربية.

هناك نحو 220 مليون شخص يتحدثون العربية في أكثر من 20 دولة، وتشير الدراسات الحديثة إلى أن أقل من 1٪ فقط من المحتوى على شبكة الإنترنت باللغة العربية في جميع أنحاء العالم، على الرغم من أن 5٪ من سكان العالم يتحدثون العربية.

تُمثل اللغة العربية أهمية خاصة لدى كبرى الشركات مثل Google وMicrosoft.

انطلاقاً من إدراكهما لأهمية اللغة العربية، وضعت Google وMicrosoft اللغة العربية ضمن أكثر عشر لغات ذات أولوية. وأصدرت Microsoft قبل أربع سنوات Maren، وهو امتدادًا لنظام Windows يحول اللغة العربية المكتوبة بالأحرف الرومانية إلى حروفٍ عربية. كما أن صفحة خدمات Microsoft باللغة العربية هي ثاني أكبر الصفحات شيوعًا من حيث عدد مرات مشاهدة الصفحة بعد Internet Explorer 8 (وفقاً لما جاء في رويترز، 24 أبريل 2010). وفي أبريل من هذا العام، صرّح مدير التسويق الإقليمي لشركة Google، وائل غنيم، “واحدة من أكبر مهامنا تتمثل في تمكين المستخدمين العرب من إيجاد الأدوات المناسبة لإثراء المحتوى العربي. وسيكون من الرائع رؤية انتعاشة في التجارة الإلكترونية بالمنطقة، وزيادة عدد الناشرين والمواقع الإخبارية. ونضع على عاتقنا مسؤولية الالتزام بمساعدتهم “. (رويترز).

مبادرات الترجمة العربية تخطو خطوات كبيرة نحو إنتاج المزيد من الأدب العربي.

انطلقت في أبو ظبي، الإمارات العربية المتحدة، مبادرة كبرى للترجمة والنشر الثقافي والتجاري عام 2007 بعنوان “كلمة”. أُطلقت هذه المبادرة من قبل هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، التي تمول ترجمة الكتابات الأجنبية عالية الجودة إلى اللغة العربية ونشرها وتوزيعها. في كل عام تختار “كلمة” 100 اسم من المؤلفات الكلاسيكية والمُعاصرة من جميع أنحاء العالم لترجمتها إلى اللغة العربية، فضلاً عن دعمها لمبادرات التسويق والتوزيع من خلال فتح قنوات توزيع جديدة وتعزيز صناعة الكتب العربية على الصعيد الدولي من خلال الاستثمار في مهنة الترجمة.

زيادة معدل استخدام الإنترنت في العالم العربي

تم تسجيل أسماء النطاقات الأولى المكتوبة بالخط العربي من اليمين إلى اليسار في مصر والمملكة العربية السعودية أواخر العام الماضي. وإتصالاً بهذا الشان صوتت ICANN، مؤسسة الإنترنت المختصة بتوزيع وإدارة عناوين بروتوكول الإنترنت، للسماح باستخدام الحروف غير اللاتينية في عناوين الويب في نوفمبر من العام الماضي.

وأصبح الوصول إلي الإنترنت في متناول الجميع في مصر بعد أن انتشر استخدام الإنترنت على الهواتف والأجهزة المحمولة. وتخطط مصر لترقية قدرات النطاق العريض بمليار دولار على مدار السنوات الأربع القادمة ما سيُضاعف انتشار الإنترنت أربع مرات ليصل إلى 20٪ من السكان.

زيادة الوعي العالمي بأهمية محتوى اللغة العربية على الإنترنت

حتى وقت قريب، كان لدى معظم الشركات العالمية في المنطقة العربية وحول العالم مواقع إلكترونية ومواد تسويقية وأدلة تقنية باللغة الإنجليزية فقط دون اللغة العربية. ولكن الآن أصبحت الشركات العالمية تُدرك أنه حان الوقت لتقديم محتوى باللغة العربية وتعريب محتوى مواقعهم الإلكترونية ومواقع التجارة الإلكترونية في سبيل تحقيق النجاح في هذا السوق الواسع والغني:

1- غالبية الناطقين باللغة العربية لا يتقنون اللغة الإنجليزية
2- تختلف الثقافة العربية اختلافًا كبيرًا عن الثقافة الغربية أو الآسيوية. فهناك حاجة ماسة إلى خدمات الترجمة الاحترافية وكتابة المحتوى لتلبية احتياجات المستهلكين من هذه الثقافة الغنية.
3- انتشار الأجهزة المحمولة التي تدعم الإنترنت جعل الشركات تدرك أنه يجب عليها التواصل مع المستهلكين في منطقة الشرق الأوسط / شمال إفريقيا بلغتهم الأم العربية.

الترجمة إلى العربية وتحديات التعريب

• هناك عدد قليل من الكتابات العلمية أو التقنية الحديثة المكتوبة باللغة العربية وهو ما أدى إلى وجود نقص في المصطلحات المكافئة. كما أنه يصعب التعبير عن بعض المصطلحات الحاسوبية أو التقنية باللغة العربية، يمكن للمترجم المتمرس إنشاء مصطلحات عربية مخصصة تعبر بدقة عن معاني المصطلحات المتخصصة في اللغة الإنجليزية.
• تُترجم العديد من المصطلحات الفنية إلى اللغة العربية من خلال الترجمة الصوتية “أي كتابة نُطق الكلمة بالأحرف العربية”. وهذا النهج يصعب معه إيجاد معايير للمصطلحات التقنية المستخدمة بشكل شائع في اللغة الإنجليزية.
• اللغة العربية لغة غنية جداً من حيث اللهجات، وطريقة النطق والأساليب. تأثرت الاختلافات في اللهجات العربية بالعوامل التاريخية والجغرافية ولهذا من الضروري تحديد لهجة الجمهور المستهدف.
• اللغة العربية لغة معبرة للغاية وثرية، ولها العديد من الطرق التعبيرية المختلفة. وبالتالي فإن أدوات الترجمة الآلية والموارد اللغوية “الزهيدة” لا تتعامل بشكل جيد مع هذه اللغة.
• اللغة العربية تُكتب من اليمين إلى اليسار، مما سيؤثر على تصميم الصفحة وواجهة مستخدم موقع الويب. على سبيل المثال، يجب عكس ترتيب أعمدة الجدول، والرسومات الهامشية، وتغيير موضع النصوص المصاحبة لها.
• يتطلب النشر المكتبي باللغة العربية للكتيبات والنشرات عكس ترتيب الصفحات، وفي بعض الحالات، قد تحتوي الصور على عناصر توجه انتباه القراء نحو الحافة الخارجية للصفحة بدلاً من ظهر الكتاب. وبالتالي قد تكون هناك حاجة إلى استبدال الصور، إلى جانب متخصصين محترفين في النشر المكتبي وتصميم الجرافيك على درجة عالية من المهارة.
• بالرغم من أن اللغة العربية تُكتب من اليمين إلى اليسار، إلا أنها ثنائية الاتجاه (BiDi)، مما يعني أن الأرقام والكلمات في الأحرف اللاتينية تُعرض من اليسار إلى اليمين (LTR).
• لا يزال هناك نقص في اللغويين العرب المحترفين الذين يمكنهم الوصول إلى بيئة الحوسبة اللغوية وأدوات ذاكرة الترجمة (TM). وهذا سبب وجيه يدفعك للتعاون مع شريك ترجمة / تعريب لديه سجل حافل من العمل على مشروعات الترجمة باللغة العربية.
• تنطوي مواقع الويب أو تطبيقات وبرامج معاملات التجارة الإلكترونية على متطلبات إضافية لواجهة المستخدم باللغة العربية: التحليل السياقي، وطريقة العرض والتشكيل، وعرض الأرقام، والتواريخ الهجرية، وزيادة حجم النص، والأحرف المحايدة وما إلى ذلك. وكل هذا يجعل من الضروري أن يكون لديك شريك لخدمات الترجمة/ التعريب ذو خبرة واسعة في العمل مع الترجمة العربية.