نصائح تعريب الوسائط الرقمية للجمهور العربي
تلعب الوسائط الرقمية دورًا مهمًا في الاقتصاد العالمي، ويتمثل هدفها الأساسي في جذب انتباه الجماهير نحو العلامات التجارية. وتستثمر الشركات موارد كبيرة في الأصول الرقمية ويتبع الكثير منها نهجًا تسويقياً عبر قنوات متعددة لتعزيز وصولهم إلى الجمهور المستهدف.
في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، هناك أكثر من 135 مليون متحدث باللغة العربية يستخدم الإنترنت، مما يُمثل فرصة كبيرة للشركات التي لديها مواقع وتطبيقات جوّال عالمية.
والأمر لا يقتصر على تعريب المحتوى الرقمي الخاص بك فحسب، بل يجب أيضًا تكييفه ليتناسب مع طبيعة الجمهور المستهدف منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وسنقدم لك في هذه المدونة بعض النصائح لتعريب المحتوى الرقمي للجمهور الناطق باللغة العربية.
حدد القناة التسويقية
ستحتاج أولاً إلى تحديد أفضل قناة تسويق (سواء عبر مواقع التواصل الاجتماعي، البريد الإلكتروني، والمدونات، ومقاطع الفيديو، وما إلى ذلك) للوصول إلى جمهورك المستهدف. تُشير الأبحاث إلى أن غالبية الناس في العالم العربي يستجيبون للرسائل المباشرة أكثر من رسائل البريد الإلكتروني. لذلك إذا قررت استهداف منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، فعليك التفكير في مواقع التواصل الاجتماعي مثل موقع الفيس بوك (Facebook) الذي يتصدر منصات التواصل الاجتماعي ويستخدمه مجموعة كبيرة من الجماهير حول العالم. وقد انخفض معدل استخدام تويتر (Twitter) وجوجل بلس (Google+) بعض الشيء في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بينما زادت شعبية الانستجرام (Instagram) بشكلٍ ملحوظ، خاصةً بين الشباب في مصر وقطر والمملكة العربية السعودية ولبنان وتونس والإمارات العربية المتحدة.
عليك أيضًا استخدام التسويق عبر الفيديو وهو وسيلة فعّالة للغاية في الشرق الأوسط. ويعد استخدام الفيديو في التسويق وإنشاء مقاطع فيديو باللغة العربية استراتيجية فعالة لجهودك في التسويق الرقمي.
نصائح الوسائط الرقمية للجمهور الناطق باللغة العربية
عند إعداد حملات تسويقية عبر الوسائط الرقمية للجماهير العربية، ضع في اعتبارك النصائح التالية:
1- عند التسويق للثقافة العربية هناك بعض الصور التي يجب تجنّب استخدامها. ففي منطقة الخليج، من غير المقبول استخدام صور لنساء يرتدين ملابس مكشوفة، حتى لو كانت للأغراض الطبية. على سبيل المثال، قام أحد المركز الطبية الألمانية المتخصص في عمليات التجميل للسيدات بتغيير صورة امرأة عارية على موقعه الإلكتروني عندما اتخذ قراره بإطلاق فرع جديد في منطقة الخليج.
2- كُن حذرًا للغاية فيما يتعلق باستخدام الرموز الدينية أو الإشارة إليها. إذا كنت ترغب في التوسع وزيادة نشاطك التجاري في البلدان ذات الأغلبية المسلمة، فإن استخدامك على سبيل المثال لصورة مسجد في رسوم كاريكاتورية ساخرة يُعد أمراً مسيئًا قد يدفعك إلى إصدار بيانات توضيحية لإخبار الجمهور بنواياك من وراء الصور المنشورة على الموقع الإلكتروني أو موقع التواصل الاجتماعي.
3- استغرق بعض الوقت في البحث عن طبيعة اللغة العربية ومعرفة مدى تعقيدها ولهجاتها المتعددة كي تقوم بإعداد قائمة مناسبة بالكلمات الرئيسية. ونظراً لوجود العديد من اللهجات العربية، من المهم تطوير قائمة كلماتك الرئيسية حسب لهجة المنطقة التي تستهدفها.
4- ناقش مع فريق تطوير موقعك الإلكتروني قابلية توافق الموقع ودعمه للغات التي تُكتب من اليمين إلى اليسار مثل العربية، وعالج المشكلات التي قد تجعل المحتوى العربي يبدو مجتزأ أو غير مُترابط على الموقع.
5- يجب أن تكون على دراية تامة بلوائح الحكومة المحلية فيما يتعلق باستخدام اللغة في الإعلانات التجارية. فعلى سبيل المثال، فرضت حكومة المملكة العربية السعودية استخدام اللغة العربية كلغة رئيسية في جميع التعاملات التجارية. الأمر الذي سيدفع بالشركات التي تقوم بتصميم أو طباعة شعارات حملتها التسويقية باللغة الإنجليزية أو بالفرانكو عربي (العربية مكتوبة بأحرف إنجليزية) إلى إنفاق مبالغ كبيرة من ميزانياتها المحدودة لإعادة تنفيذ حملتها بطريقة تتوافق مع توجيهات السلطات الحكومية.
لا تنس مرحلة مُراجعة ضمان الجودة “Post-DTP QA”
أخيرًا وليس آخرًا، على الرغم من تعاون الشركات العالمية عادةً مع مؤسسات تعريب احترافية ومتخصصة، إلا إنها في بعض الأحيان تترك خطوة أخيرة مهمة وهي “ضمان الجودة النهائية”. فبعد قيام فريق التصميم-الذي لا يتحدث اللغة المستهدفة- بالانتهاء من تصميم الشعار والمواد التسويقية الأخرى، يجب أن يُقوم أحد المتحدثين باللغة المستهدفة بإجراء مُراجعة أخيرة على الملفات النهائية قبل إرسالها للطباعة. وبدون هذه الخطوة، قد تجد بعض الرموز الغريبة على العلامات التجارية التي قد لا تكون مقروءة باللغة العربية. لذلك من المهم إجراء مُراجعة نهائية للجودة على يدّ متحدثين أصليين للغة لضمان وصول رسالتك بشكل صحيح.